Sunday, January 10, 2010

هل يونكس في طريقه إلى الموت؟؟ الجزء الثاني،

قبل التساؤل عن امكانية زوال يونكس من عالم التكنولوجيا لابد من التذكير ان الشركات الرائدة في مجال يونكس وهي HP, IBM , SUN لم تزل تملك حصة الاسد من السوق بتسويقها للحاسبات التي تصنعها وتزودها بنظام يونكس الخاص بكل شركة، وهي وإن كانت تخشى من تزايد الاقبال على  الأنظمة البديلة في بعض الاحيان وخاصة نظام لينوكس RedHat لكنها تعمل بشكل دؤوب على ايجاد الطرق الكفيلة بالحفاظ على حصتها من السوق، وبالنظر إلى تلك الحصة من السوق لعام 2002 والتي تجاوزت 45.8% من اجمالي السوق ولترتفع تلك الحصة إلى 46.5%  في العام الذي يليه، كل ذلك اعطى يونكس دفعا كبيراً للأمام رغم التوقعات التي جاءت في السنوات التالية والتي توقعت له التنازل عن حصة مما يملكه مقابل انظمة التشغيل الأخرى ولكن النتيجة التي جاءت مع عام 2007 والتي تجاوزت 41% من حصة السوق اثبتتت حينها انه لايزال يملك حصة الاسد من السوق.

لا ادري كم تبلغ كمية الاموال التي تعادل تلك النسبة من حصته في السوق ولكني متأكد انها تعادل بلايين الدولارات وهو رقم لايسهل التغلب عليه في المستقبل القريب،  ولكن وجود هذا الرقم يجعل من السوق حلبة كبيرة وقوية للمنافسة للسيطرة عليها بين الشركات وهو ما يجعل ذلك التسائل عن ايام يونكس القادمة ومستقبله سؤالاً منطقياً، فمع تواصل نمو RedHat وسيطرته في بعض مواقع العمل اصبحت المنافسة كبيرة بين انظمة التشغيل المتواجدة على الساحة، (ويندوز ويونكس ولينوكس)، ولكن ما يثير القلق ولو قليلاً أن redhat أعلنت انها ليست في صدد المنافسة مع ويندوز ولكنها تسعى للأستحواذ على سوق يونكس وهي تعمل جاهدة للحلول مكانه في السوق،

بالعودة ليونكس والذي لم يكن التنافس على السوق وحده من اصعب الاشياء التي واجهها للبقاء، ولكن الفشل الكبير من قبل الشركات في وضع نظام معايير موحد لنظام يونكس والأختلاف الكبير الذي ميز كل نسخة خاصة بشركة من الشركات التي اخذت تطور نظام يونكس الخاص بها بعيداً عن الأخرى جعل من الصعب ان يتحقق ليونكس الوقت الكافي ليفرض نفسه ويسود في عالم التكنولوجيا، فالشركات التي كانت تعمل على تطوير البرمجيات واجهتها صعوبات كبيرة في امكانية وضع نسخ من برامجها قادرة للعمل على كل تلك الاصدارات من نظام التشغيل يونكس، وهو ما تطلب منها التركيز على بعض تلك الانظمة والتخلي عن الاخرى أو كان لابد لشركات البرامج من القبول بالتعاون مع الشركات المصنعة لتلك التجهيزات وصاحبة الاصدارات الخاصة من يونكس للوصول إلى نسخة قابلة للعمل على تلك الانظمة!!

نعم، يعتبر نظام التشغيل ناجحا عندما تتوفر له نسخاً من اهم البرامج والاصدارات الحديثة له، فلايمكن القبول بنظام تشغيل لاتتوفر عليه قاعدة بيانات مثل اوراكل او برامج خدمة مواقع الانترنيت مثل أباتشي، ولشرح هذه القضية فلننظر إلى نظام التشغيل VMS وهو النظام الذي اطلقته شركة ديجيتال اكويبمنت  على اجهزة VAX لديها واستطاع هذا النظام ان يثبت نفسه في ذلك الحين كنظام تشغيل متقدم وقد حقق مع توافر الكثير الكثير من البرامج التي تعمل عليه حصة جيدة من السوق في تلك الايام، وقد استطاعت شركة ديجيتال اكويبمنت ان تصنع منه الكثير بعد ان توفرت له قاعدة المعطيات الشهيرة في ذلك الحين ADABAS والتي كانت واحدة من اكثر قواعد المعطيات تطوراً في تلك الايام، حسناً، لننظر الان إلى نظام التشغيل VMS فنكتشف انه لم يزل موجوداً حتى يومنا هذا!!!! وانه باق في السوق!! رغم ان الشركة الام التي صنعته قد انتهت بعد ان قامت شركة HP بشرائها، ورغم ان شركة ديجيتال نفسها كانت قد طورت نظام تشغيل يونكس Tru64 والذي كنا قد تحدثنا عنه في الجزء الأول وقلنا ان شركة HP قامت بإلغائه لصالح اصدارها الخاص من نظام يونكس، ولكن HP لم توقف نظام VMS???? بل على العكس من ذلك، فقد عملت شركة HP مع شركة اوراكل وكان إصدار نظام قواعد المعطيات اوراكل على نظام التشغيل VMS جاهزا للعمل حتى قبل ان يصدر على نظام HP-UX،

إذا هل يونكس في طريقه إلى الموت؟؟

ليس هناك من جواب لمثل هذا السؤال، هناك قراءات مختلفة في الوقت الحالي، وهناك انظمة تشغيل تعمل للحلول مكان انظمة اخرى، شركة اوراكل قامت بخطوة كبيرة في السيطرة على شركة صن والجميع متخوف على نظام التشغيل يونكس سولاريس الذي تصدره شركة صن، لأن اوراكل تملك الكثير من الخطط لنشر نسختها الخاصة من نظام لينوكس على حساب نظام التشغيل صن سولاريس رغم كل الوعود التي قطعتها للحفاظ عليه ورغم مايشكله هذا النظام من حصة السوق التي تملكها اوراكل، وشركة HP تملك القدرة على دعم اجهزتها وانظمة التشغيل الخاصة بها، مع انها تدعم بشكل كبير الشركات التي تعمل على تطوير نظام لينوكس لأنها تعتبره نظاماً جيدا ويؤدي إلى نشر المزيد من التجهيزات التي تصنعها في مواقع التكنولوجيا ولاتعتبره منافسا لها في مجال نظام التشغيل يونكس، بينما لم تزل IBM تحاول جاهدة للسيطرة على انظمة التشغيل الخاصة بالحاسبات الكبيرة او السوبر كمبيوتر، بعد فشلها في مجال الحاسبات الشخصية وفشل نظام التشغيل الخاص بها OS2 وخروجه من السوق نهائياً،

في عالم التكنولوجيا، خروج منتج من السوق يعني دخول منتج اخر مكانه، وليس من الضروري انه افضل من سابقه ولكنه بالتأكيد اكثر مقدرة منه على البقاء، لعلها نظرية الاصطفاء الطبيعي الخاصة بعالم  انظمة التشغيل.

انتهى......

No comments: